هو الذي يرفعه الكرسي من الحضيض ، وينخفض هو به ، ويخصم منه ، ويقلل من قيمته في عيون الناس لأنه يصبح وهو فوقه بلا ملامح ، ولا لون .. ولا طعم ولا رائحه !!
هو الذي تمر السنين ، والأثر الوحيد الذي يتركه هو سخونة المقعد الذي لم يبارحه ، دون أن يقدم إستحقاقات هذا الإستمرار الطويل غير الصعود إلي أسفل والتقدم إلي الخلف .
هذا هو الرقم الصعب الذي لايكبر ولا يصغر لايضرب ولا يقسم ولا يجمع ولا يطرح ثابتاً راسخاً في خانة الأرقام العاقر التي لايمكن تجاهلها ولا يمكن حسابها أو رصدها !!
هو من تظهر فصاحته خارج ميادين الخطابه ، وشجاعته خارج ساحات القتال ، وبطولاته خارج كتب التاريخ حيث لاأحد يمكن أن يصدقه أو يكذبه أو يراجعه أو يقيمه !!
هو الذي يغضب عندما يكون الحلم واجباً ، ويتسامح عندما يكون التسامح ضعفاً ، ويتمسك فيما يجب التهاون فيه ، ويفرط فيما لايجوز التفريط فيه ، يحنوا علي القوي ، ويقسوا علي المظلومين والمهمشين !!
هو الذي يأخذ أكثر مما يعطي ، وينسب مايعطيه الأخرون لنفسه ، ويحصل علي مالا يستحق ، ويمنح ويعطي مالا يملك !!
ترتفع قامته وتعلوا ، بإختصار قامات غيره ، بتقصير هامات من حوله ، بتصغير الكبير ووقف نمو مايمكن أن ينموا منها .
هو من يبيض صفحته ، بتلطيخ صفحات غيره ، يبني تاريخه بنزع صفحات من تاريخ من سبقوه ، أو عاصروه ، أو يمكن يوماً أن يخلفوه .
هو الذي يكذب بشجاعه ، ويصدق مايدعيه ، ويختزل الحقائق فيما يقوله ، لاتصدمه الأرقام ، ولا تزعجه أراء الأخرين ، ولا تخجله الكوارث التي قد يكون هو أولها وأكبرها وأطولها تحققاً .
قائد يقود لمجرد القياده ، والبقاء للبقاء !!
مسئول لايسأل عما حقق ومالم يتحقق !!
جالس علي مقعد يطول جلوسه دون أن يشعر بالملل !!
لايشعر بملل الأخرين وضيعتهم !!
لايؤرقه طوابير الإنتظار التي أصابها الشلل والكلل !!
هو إسم " الفاعل " لفعل " التباته " وربما " التتبيت " الذي يمكن توضيحه بمفهوم " المخالفه " بذكر نقيض هذا الفعل وهو :
التداول الحر والمرن للمواقع والمسئوليات ، والأعمال ، هو التسامح والقبول بالأخر ، هو الإيمان بالديمقراطيه ، وحق الناس في الإختيار والتغيير ، والتجديد ، للأفكار ، والدماء ، والأمال ..
تري من هو ؟! وربما من هم ؟!
من يعرف الإجابه يرسل لي !!