بقلم / أ. إبراهيم عيسى .. أو.. حتى خمسة

من هو المجنون الذى قال إن نظام مبارك سيتغير سريعا؟


من الذى قال إن حكم الحزب الوطني المحتكر والمزور للانتخابات سوف ينزاح بسرعة؟


عندما تعتقد أن النظام سيتغير خلال إثني عشر شهراً فإنك ستحبط فى الشهر الثالث عشر وستيأس في الشهر الرابع عشر!


ليس صحيحا أبدا كما أنه ليس منطقيا أن نظاما يجثم على قلب الناس ثلاثين عاما يمكن أن تغيره فى سنة أو إثنين أو خمسة أو أن تعرف متى سيتغير ويرحل أصلا!


التغيير لهذا النوع من النظم المستبدة التي تجذرت بالقمع والفساد فى البلد لا يتم بسهولة ولا بسرعة ولا مجانا ولهذا استغرب ثم أندهش (ثم لعلى أندهش من استغرابى كذلك) أن قوى وطنية وتيارات معارضة وملايين من المصريين محبطون أن نظام مبارك يدخل الفترة السادسة لرئيسه دونما تغيير والحقيقة أن أزمة مصر الفعلية وربما أزمة جمهور وقيادات المعارضة والساعيين للتغيير فى المجتمع تتبدى مع كل واقعة يظهر فيها النظام وقد خلع برقع الحياء وهات يا قفل وتقفيل (أظنك تتابع وإلا أسمح لى تبقى عايش فى بلد تانية ..أو تالتة)!


ما هي هذه الأزمة؟


إنها أزمة النفس القصير واليأس السريع


كل معارك المصريين ضد الحكومة قصيرة النفس، عاجلة العطب، سريعة الزهق، متعجلة للنتائج، ثم هي كذلك تمرض بالإحباط واليأس وبمفيش فايدة وهذا بالضبط ما يعطل ويعوق التغيير كما أنه يضخ ويزود الوقود لعجلات الاستبداد!


ليس معنى أنهم يغلقون صحيفة أو يجمدون حزبا أو يضربون قنوات فضائية أو يمنعون مقدمى برامج أو يخترعون قيودا ويصنعون قوانين للكبت والكتم والحصار أن يضع الشعب يده على خده ويغنى ظلموه ويريح نفسه باليأس ويخلى مسئوليته بالإحباط، فالمؤكد أن رموز النظام وقادته لايدافعون عن سياستهم أو حزبهم أو نفوذهم بل يدافعون عن حريتهم وحياتهم حين يندفعون شرا فيتدافعون نحو قرارات وقوانين المزيد من التقيييد والتضييق فإذا كان هؤلاء يدافعون عن حياتهم فليس أقل من عدة سنين تطول أو تقصر يستغرقونها دفاعا واندفاعا!


الداعون للإصلاح ليسوا مسئولين عن النتيجة بل عن الجهد


والساعون للتغيير مهمتهم السعى وليس بالضرورة إدراك النجاح!